You are currently viewing الخطيب البغدادي أحد أهم رواة الحديث النبوي

الخطيب البغدادي أحد أهم رواة الحديث النبوي

يعتبر الخطيب البغدادي واحداً من أهم هؤلاء المحدثين الذين أناروا طريقهم بنور الحديث النبوي الشريف وبنور الدين الإسلامي إذ روي الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن كثير من الأئمة والفقهاء والمحدثين، وخلال هذا المقال سنعرض لكم نبذة عنه وعن حياته وبعض خدماته الجليلة للإسلام.

اسم الخطيب البغدادي ونسبه

هو الإمام والمؤرخ والمحدث وصاحب التصانيف أحمد بن علي بن ثابت المعروف بالخطيب كان من الأئمة والفقهاء والمحدثين والمؤرخين العظام فأرخ الكثير من الفترات الزمنية والشخصيات في العراق كما كان نعم محدثاً وراوياً للحديث النبوي الشريف، كما كان الخطيب البغدادي أيضاً واحداً من أهم شيوخ الشافعية في زمانه.

 مولده ونشأته

ولد أحمد بن علي بن ثابت والشهير بالخطيب البغدادي في قرية ” غزية ” وهي قرية من إحدي قرى الحجاز وقيل أيضاً أنه ولد في قرية ” هنيقا  ” وذلك يوم الخميس 24 من جمادى الثاني عام 392 هـ، ونشأ في قرية تقع في جنوب غرب بغداد تسمي درزيجان، حيث كان أبوه خطيباً و كان إمام هذه القرية لمدة عشرين سنة، كما اهتم به أبوه اهتماما كبيرة فكان شديد الحرص على أن يتعلم أحمد بن علي القرآن والآداب المختلفة وعندما علمه مبادئ العلم الديني في قريته رحل إلي بغداد.

وصار يتعلم باقي علوم الدين فيها كما تردد فيها علي مجالس الشيوخ والعلماء حيث كانت بغداد في ذلك الوقت منارة في العلم ومركزاً له في العالم الإسلامي، كم التزم الخطيب البغدادي حلقة أبي الحس بن رزقوية في جامع المدينة ببغداد فأخذ عنه علماً وفيراً وكتب عنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة فكانت نشأته نعم النشأه وكان سعيه في طلب العلم نعم السعي والاجتهاد، فكانت نشأته الدينية دافعاً كبيراً له ليستمر في طلب العلوم الدينية والإبداع فيها فكان الإمام الكبير الخطيب البغدادي.

علم الخطيب البغدادي

تعلم الخطيب البغدادي كافة علوم الدين منذ حداثته فكان عالماً مهيباً وذو ثقافة واسعة، حيث بدأت مسيرته العلمية بحفظ القرآن الكريم في حداثته ومجالسة كبار أئمة ومشايخ عصره، كما درس الخطيب البغدادي الحديث النبوي الشريف فحفظه حفظاً متقناً ودرس متنه وسنده فكان عارفاً بالرواة، بالإضافة إلي ذلك فقد تعلم الخطيب البغدادي أصول اللغة العربية وظهرت براعته في اللغة العربية فيما قدمه من تصانيف عديدة فكان من أكثر العلماء الذين اهتموا بالتصنيف وقدموا تصانيف عديده، فقد كونت مجالسته للعلماء شخصيته التي تعبر عن نباهة عالم مجد ومتقن.

أقوال العلماء في الخطيب البغدادي

  • قال فيه أحمد بن صالح الجيلي : ” لقد تفقه الخطيب، وقرأ بالقراءات، وارتحل إلي بلاد كثيرة وقرب من رئيس الرؤساء فلما قبض عليه البساسيري استتر الخطيب ، وقابل عز الدولة بصور، وقد كان أحد الأجواد، فأعطاه الكثير من المال وعمل الخطيب نيفا وخمسين مصنفاً من المصنفات، وانتهى إليه الحفظ حينها، وقد شيعه خلق كبير، وتصدق قبل وفاته بمائتي دينار ، واحترق كثير من كتبه بعدما مات بخمسين سنة “
  • وقال عنه الخطيب : ” لقد استشرت البرقاني يوماً ما في رحلة إلى مصر لأبي محمد بن النحاس ، أو إلى نيسابور إلى صحابة الأصم، فقال البرقاني: إنك لو خرجت إلى مصر فإنك ستخرج إلى واحداً، وإن فاتك هذا الواحد، فقد ضاعت رحلتك، أما إذا خرجت إلى نيسابور، ففيها جماعة من الفقهاء، فإن فاتك واحداً منهم أدركت من بقي، فخرجت إلى نيسابور.
  • وقال الخطيب في ” تاريخه ” : ” لقد كنت أذاكر أبا بكر البرقاني بالأحاديث النبوية الشريفة، فكان يكتبها عني، ويضمنها في جموعه، وحين كنت غائباً حدث عني وأنا كنت أسمع، ولقد حدثني عيسى بن أحمد الهمذاني، أخبرنا أبو بكر الخوارزمي عام عشرين وأربعمائة، أن حدثنا أحمد بن علي بن ثابت، أن حدثنا محمد بن موسى الصيرفي، أن حدثنا الأصم وذكر بعدها حديثاً “
  • قال ابن ماكولا فيه: ” لقد كان أبو بكر آخر الأعيان ممن شاهدناه ، حفظاً ومعرفة وإتقاناً وضبطاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتدبراً لأسانيده وعلله، وكان أكثر الناس علماً بغريبه وصحيحه ، ومنكره وفرده ومطروحة، ولم يكن للبغداديين مثله فقيهاً ولا عالماً فحين سألت أبا عبد الله الصوري عن أبي نصر السزجي والخطيب أيهما أحفظ للحديث؟ ففضل الخطيب البغدادي تفضيلا بينا.
  • وقال عنه المؤتمن الساجي : ” ما أخرجت بغداد أحفظ من أبي بكر الخطيب بعد الدارقطني “
  • وقال فيه أبو علي البرداني : ” لعل الخطيب لم ير في حياته مثل نفسه “
  • وقال عنه أبو إسحاق الشيرازي الفقيه : ” لقد كان أبو بكر الخطيب يشبه بالدارقطني في علمه ونظرائه في حفظ الحديث ومعرفته “
  • وقال عنه أبو الفتيان الحافظ : ” لقد كان الخطيب إمام صنعة الحديث، فما رأيت مثله قط “
  • وقال عنه الذهبي: ” لقد صدق الخطيب فقد صرح في أخبار الصفات أنها تمر بلا تأويل “

إنجازاته في خدمة الإسلام

للخطيب البغدادي العديد من الإنجازات العظيمة في خدمة دين الإسلام، فتعتبر حفظه وروايته للحديث النبوي الشريف هي أعظم إنجازاته إذ ساهم الخطيب البغدادي في اكتمال حلقة المحدثين والذين عملوا علي بقاء الحديث النبوي الشريف وخلوده، ولم تقتصر انجازات الخطيب البغدادي في خدمة الاسلام على ما قدمه من علم ديني أو حديث رواه فقط، بل امتدت انجازاته لتشمل العديد من أهم التصانيف في كافة العلوم الدينية والذي صنفها علي مدار تاريخ حياته، فكان الخطيب البغدادي من أكثر من كتبوا التصانيف فأبدعوا في كتابتها ولازالت تصانيفه منشورة إلي يومنا هذا تقدم العديد من الإجابات في الدين وعلومه.

بعض مؤلفاته

اشتهر الخطيب البغدادي بكثرة مؤلفاته إذ قدم الكثير من التصانيف والذي من بينهم:

  • كتاب التطفيل وحكايات الطفيليين ونوادرهم وأخبارهم
  • تأريخ بغداد
  • شرف أصحاب الحديث
  • حديث ابن عمر في ترائي الهلال
  • المنتخب من كتاب الزهد والرقائق
  • تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم
  • الرحلة في طلب الحديث
  • مسألة في الصفات
  • الفقيه والمتفقه
  • الأسماء المبهمة في الأنباء المحكمة

بعض شيوخه

  • أبا عمر بن مهدي الفارسي
  • أحمد بن محمد بن الصلت الأهوازي
  • أبا الحسين بن المتيم
  • حسين بن الحسن الجواليقي ابن العريف
  • سعد بن محمد
  • عبد العزيز بن محمد الستوري

قد يهمك أيضا: القاسم بن محمد ( علمه – مواقف من حياته – انجازاته في الإسلام)

بعض تلاميذه

  • أبو نصر بن ماكولا
  • أبو الفضل بن خيرون
  • المبارك بن الطيوري
  • أبو بكر بن الخاضبة
  • عبد الله بن أحمد بن السمرقندي
  • المرتضى محمد بن محمد الحسيني

قد يهمك أيضا: الإمام الزهري التابعي (علمه – ثناء العلماء عليه – انجازاته )

وفاته

توفي الخطيب البغدادي في 5 سبتمبر عام 1071 عن عمر يناهز 65 عاماً تاركاً وراؤه مروياته الكثيرة والتي أمدت المسلمين بعلم غزير كما ترك الكثير من الأحاديث الذي رواها عن غيره من العلماء فأفاد الدين والعلم الديني أجل إفادة، فرحمه الله رحمة واسعة.

قد يهمك أيضا: ابان بن عثمان (علمه – حياته – انجازاته – مرضه ووفاته)

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

المصدر 3

مصدر 4

مصدر 5

سير أعلام النبلاء للذهبي

الكامل في التاريخ

اترك تعليقاً